تاريخ تطور تحسين محركات البحث وفهم تأثيره على التسويق الرقمي

هيثم صافي

تطور تحسين محركات البحث له تاريخ طويل بدأ من حوالي ثلاثين عاما ومنذ وقتها وهو له تاريخ حافل من التطور، بجانب تأثيره على العديد من المجالات التي قام بتطويرها وزيادة نشاطها بنسبة كبيرة جدا، ومن أهم تلك المجالات التي أثر عليها بشكل إيجابي مجال التسويق الرقمي.

والكثير من المستخدمين يتسائلون كيف بدأت قصة تطور تحسين محركات البحث ويرغبون في فهم تأثيره على عالم التسويق الرقمي، فليس كل متخصص في التسويق الرقمي عاصر كل تلك الأحداث ليعلمها، وهذا السؤال هو ما أعددنا هذا التقرير للإجابة عنه بالتفصيل.

سنأخذك في رحلة عبر الأسطر التالية تتعرف فيها على تاريخ تطور تحسين محركات البحث من البداية حتى النهاية، ومدى تأثيره في المجالات الرقمية الأخرى، وعلى رأسها مجال التسويق الإلكتروني.

ما هو السيو يعد سؤالًا جوهريًا يمهد الطريق لاستكشاف كيفية تأثير تحسين محركات البحث على التسويق الرقمي. فهم ما هو السيو وكيف تطورت ممارساته عبر السنين يوفر بصيرة قيمة حول الطرق التي يمكن بها للشركات تحسين استراتيجياتها التسويقية لتحقيق نتائج أفضل في العالم الرقمي.

كيف ومتى بدأت قصة تطور تحسين محركات البحث؟

القصة بدأت في التسعينات ومازال ت مستمرة إلى اليوم لذلك سنرجع بالزمن كثيرا، وتحديدا بين عامي 1995 – 1997 حيث قام كلا من ليلاند هاردن وبوب هيمان بتأسيس مصطلح الـ SEO عن مهارة تحسين المواقع الالكترونية لمحركات البحث، والتي تختص باصلاح بعض المشاكل التقنية، واضافة التحسينات للمواقع الالكترونية.

وتم نشر الأمر لأول مرة في المواد التسويقية عام 1997 بواسطة شركة Webstep، كما تم نشره عام 1998 على يد مبتكر Search Engine Watch والذي يدعى داني سوليفان، حتى ظهر مصطلح الـ SEO أخيراً على ويكيبيديا عام 2003 مما كان سبباً في رسوخ وانتشار المصطلح.

وهذا يعني أن الأمر يسبق تأسيس شركة جوجل من الأساس، والتي تم تأسيسها عام 1998 في الرابع من سبتمبر، فالأمر لا يقتصر على شركة جوجل وحدها بل هو قديم، حيث تم انشاء أول محرك بحث على الاطلاق عام 1990 على يد شخص يسمى ارشي.

وكان السيو يستخدم في بداية الأمر في تحسين المواقع كما هو الحال في الوقت الراهن ولكن باساليب مختلفة، وبدأ انتشاره بين أصحاب الأنشطة التكنولوجية منذ عام 1995، ومع الوقت أزدادت المنافسة وازدادت معها عوامل تحسين المواقع الالكترونية صعوبة وتعقيد.

وأزدادت الأساليب المستخدمة في تحسين محركات البحث، وظهر ما يعرف بالـ Black hate SEO، ومن بعده الـ White hate SEO، وظهرت عوامل جديدة في سيو المواقع، وتم التخلي عن عوامل كانت مهمة في السابق، والتطوير والتحديث مازال مستمراً في هذه التقنية ويتم ذلك مع كل تحديث.

رحلة تطور تحسين محركات البحث مع محرك البحث جوجل

هنا بدأت قصة جديدة في تطور تحسين محركات البحث، حيث هيمن جوجل على ساحة محركات وأصبح محرك البحث الأكثر أستخداماً في العالم، وكان لشركة جوجل تأثير كبير وواضح على مجال السيو، حيث تجد أن أصحاب المواقع يهتمون بمعايير تحسين محركات البحث الخاصة بجوجل دون التركيز مع غيرها.

لم لا وشركة جوجل تستحوز على معظم عمليات البحث على الانترنت بمتوسط عمليات بحث يومي يبلغ 5.4 مليار عملية بحث، وهو ما يمثل 92% – 93% في المتوسط من عمليات البحث التي تتم يومياً على كافة محركات البحث.

وهنا أخذت جوجل على عاتقها الاهتمام بتطور تقنيات تحسين محركات البحث لتحقيق أفضل تجربة مستخدم ممكنة لمستخدميها، واستبعاد نتائج البحث ذات المحتوى الرديء والذي لا يقدم أي قيمة للمستخدم، بجانب المواقع التي تستخدم اساليب غش واحتيال وغيرها.

والسبب الرئيسي لهذا الاهتمام الكبير من جوجل بتطوير السيو هو كونه هو سبب نجاحها وتفوقها على المواقع المنافسة مثل Bing، وYandex، وغيرها.

حيث يظهر لك هنا أن جوجل سبب تطور السيو الذي كان سبب تطور ونمو الشركة ووصولها إلى هذه المرحلة فكل من شركة جوجل وتنقيات السيو كانا سبب نمو وازدهار بعضهما، وحافز للاستمرار في هذا التطوير.

رحلة تحسين الخوارزميات التي أثرت في تطور الـ SEO

قامت شركة جوجل كما ذكرنا بالعمل على تطوير تقنيات تحسين محركات البحث، ومن أهم ما قامت به هو اضافة العديد من الخوارزميات التي ساعدت على ترتيب نتائج البحث بشكل أفضل من السابق.

فكان من ضمن العوامل المهمة في ذلك التركيز على المحتوى الحديث واعطائه ترتيب اعلى على حساب المحتوى القديم، بجانب التركيز على مدى كون المحتوى فريد وغير منسوخ، أو يحتوي معلومات غير صحيحة.

كما يعتمد بشكل كبير في ترتيب الصفحات على الجانب التقني للموقع من سرعة تحميل، ووجود شهادة SSL لضمان أمان الموقع على أجهزة المستخدمين.

مدى موثوقية الموقع عند المستخدمين وذلك تقوم محركات البحث بالاستدلال عليه بالسوشيال سيجنال بالروابط الخارجية، حيث تعبر هذه العوامل على أن اصحاب المواقع والمستخدمين يقومون بمشاركة محتوى موقعك مما يزيد من ثقتها بالموقع.

وغيرها الكثير من العوامل التي تصب في النهاية في سبيل تقديم تجربة مستخدم ممتازة للمستخدمين، وتهدف محركات البحث إلى التركيز على تجربة المستخدم بشكل خاص حتى تنال رضاه عن محرك البحث، وهذا هو ما تعمل عليه شركة جوجل من زمن بعيد.

وكانت تسعى دوما شركة جوجل ومعها محركات البحث على تفادي الحيل والتلاعب من قبل بعض اصحاب المواقع لذلك تعمل دائما على اصدار تحديثات تكافح بها اساليب التلاعب التي تهدف لرفع ترتيب المواقع بطرق Black hate.

الترتيب التاريخي لأهم المميزات التي أدت لتطور تحسين محركات البحث

هناك مميزات كبيرة ظهرت نتيجة تطور تحسين محركات البحث وأكثرها ظهر على يد شركة جوجل، نسردها لك بالتفصيل من الأقدم للأحدث في الأسطر التالية.

السيو المحلي حسب الموقع الجغرافي

منذ عام 2004 اطلقت جوجل ميزة تقوم بترتيب نتائج محرك البحث بشكل يختلف من شخص لآخر حسب الموقع الجغرافي المستهدف عبر hreflang .

كما تختلف النتائج عند الأشخاص الذين يقطنون نفس الموقع الجغرافي بحسب اختلاف بيانات المستخدم النهائي لكل مستخدم منهم، حيث تختلف محفوظات البحث والاهتمامات وغيرها.

فتجد ما تجده من نتائج يختلف عن ما يجده الشخص الذي يجلس بجوارك داخل نفس الغرفة، بشكل أكثر ملاءمة لكل منكما.

إضافة روابط Do-Follow

منذ عام 2005 تم إنشاء صيغة جديدة لنشر الروابط الخاصة بمواقع أخرى داخل محتوى موقعك، والتي تعرف بالـ no follow بعد أن كانت كل الروابط do follow، والتي بدأ متخصصي تحسين محركات البحث باستغلال هذه الميزة الجديدة في تحسين محتوى المواقع.

الدليل الشامل لفهم الباكلينكس وأهميتها يبرز كجزء لا يتجزأ من استراتيجيات السيو الناجحة. الباكلينكس تعتبر علامة على جودة المحتوى ومصداقيته، حيث تؤثر بشكل مباشر على ترتيب الصفحات في نتائج البحث. الدليل الشامل لفهم الباكلينكس وأهميتها يوضح كيف يمكن لهذه الروابط المؤثرة أن تعزز من سلطة موقعك وتسهم في تحقيق استراتيجية تسويقية رقمية أكثر فعالية.

البحث الشامل عن كافة أنواع المحتوى

منذ عام 2007 ومحرك البحث جوجل يعرض نتائج بحث من الصور، والفيديوهات، وغيرها من المحتويات، التي وصلت إلى عرض ملفات PDF وغيرها كنتيجة بحث في السنوات الأخيرة.

بعد أن كانت في السابق لا تعرض إلا صفحات المواقع، وكان عدد صفحات قليلة للغاية وقتها، فكل ما قامت به هو عرضها للوسائط وتيسير الوصول إليها دون الحاجة للبحث داخل المواقع.

إعطاء الثقة للعلامات التجارية

صرح الرئيس التنفيذي لشركة جوجل بأن الإنترنت أصبح مليء بالأوساخ، يقصد المحتويات الضعيفة، والمسروقة، والرديئة التي لا يوجد هدف منها إلا الكسب من الإعلانات أو الاحتيال، لذلك أصبحت جوجل تعتمد العلامات التجارية للشركات الكبيرة أكثر من المواقع الصغيرة أو المتوسطة.

زيادة الاهتمام بسرعة الموقع

أصدرت جوجل عام 2010 تحديث يهتم بسرعة الموقع، حيث جعلت من سرعة الموقع عامل من أهم عوامل تحسين محركات البحث.

تحديثات مهمان للخوارزميات

وفيما بعد توالت تحديثات جوجل والتي استمرت حتى يومنا هذا، وكان من أبرزها:

تحديث Panda الذي كان عام 2011.

وتحديث Penguin عام 2012.

وكان الهدف منهما مكافأة المواقع ذات الجودة العالية.

الأولوية للهواتف والتعلم الآلي

في 2015 تم الإعلان عن تحديث Google Rank Brain، حيث تم اعتماد التعلم الآلي في تفسير ما نسبته 15% من عمليات البحث التي لم يسبق البحث عنها على محرك البحث جوجل.

في 2017 قامت جوجل بعمل قاعدة الهاتف المحمول أولا، وهي تفيد بأن الأولوية لمستخدمي الهواتف كونهم يمثلون قاعدة كبيرة من المستخدمين.

وتم في نفس العام تضمين التعلم الآلي في كافة منتجات جوجل، من خدمات الإعلانات، والبريد الإلكتروني، وغيرها.

وتوالت التحديثات من بعدها، فتجد تحديث Bert، وتحديث الحوت، وغيرها من التحديثات، ولكنها لم تكن محورية في تاريخ السيو كالتحديثات السابقة.

كيف تأثر التسويق الرقمي من تطور تحسين محركات البحث

التسويق الرقمي تأثر من جانبين من تطور محركات البحث، الجانب الأول من محركات البحث نفسها والذي ذكرناه سابقاً، والجانب الآخر من مواقع التجارة الإلكترونية، نذكر بالتفصيل تأثير كل منهما في الأسطر التالية:

تأثير تطور تحسين محركات البحث على التسويق الرقمي:

كما ذكرنا سابقا فإن محرك البحث جوجل صاحب النصيب الأكبر من عمليات البحث اليومية بنسبة تتجاوز الـ 92% أعطى الأولية لأصحاب العلامات التجارية، والشركات الكبرى.

وهذا أثر بالطبع على المواقع والشركات الكبرى بشكل إيجابي، وأثر على مواقع وشركات التجارة الإلكترونية الصغيرة بشكل سلبي لزيادة صعوبة المنافسة عليها.

ولكن في المجمل فإن تطور تحسين محركات البحث عاد بتطور وانتعاش مذهل لمجال التجارة الإلكترونية، وأدى إلى تطور هذا المجال وزيادة نسبة مستخدميه، مع توقعات بالمزيد من النمو خلال السنوات القادمة، وحتى على المدى البعيد.

تأثير استخدام السيو لمواقع التجارة الإلكترونية الكبرى:

أصبح اليوم هناك ما يعرف ب سيو أمازون، وأصبح هناك سيو داخل مواقع التجارة الإلكترونية، يهدف هذا النوع من السيو إلى ترتيب المنتجات بالشكل المناسب على تلك المواقع.

فما حدث بالأمس على محركات البحث يحدث اليوم على مواقع التجارة الإلكترونية، ازدادت كمية المنتجات وأصبحت المواقع الكبرى بحاجة لحل تقني يسهل على العملاء التنقل والتسوق على تلك المواقع، مع تسهيل الوصول للمنتجات التي تناسب اهتماماتهم.

المبادئ الأساسية لتحسين محركات البحث تمثل الأساس الذي استند إليه تطور مجال السيو عبر السنين. بفهم المبادئ الأساسية لتحسين محركات البحث، يمكن للمسوقين وأصحاب المواقع الإلكترونية استخدام هذه المبادئ بشكل استراتيجي لتعزيز ظهور مواقعهم في نتائج البحث. هذه المبادئ، عند تطبيقها بشكل صحيح، تضمن توافق المحتوى مع معايير محركات البحث وتلبية تفضيلات المستخدمين، مما يسهم في توسيع الوصول إلى جمهور أوسع بفعالية.

أضف تعليق